البلجيكي (بيير كوليفورد) كان يبحث عن عمل؛ و في كلّ مقابلة يذهب فيها للعمل لا يُفلح، وفي إحدى المرّات تقدّم لوظيفة مساعد طبيب أسنان، وقد حضّر نفسه ونام بعد عشاءٍ خفيف، وبعد أن أفاق من نومه تجهّز ولبس ملابسه المرتّبة، وتناول فطوره، وهمّ بالخروج فتذكّر محفظته، فبحث عنها طويلاً ولكن بلا جدوى.
خاف أن تضيع عليه فرصة العمل فذهب متأخّراً إلى المقابلة وملابسه متّسخة ومغبّرة، ويشعر بحالة تعب وتوتّر، وعندما وصل كان قد بقي للمقابلة ربع ساعة فقط، ولمّا حضر لم ينجح فيها لأنّ المحافظة على الوقت تعدّ من أهمّ متطلّبات العمل، فرجع إلى منزله حزيناً.
أصيب كوليفورد بخيبة أمل في الحصول على أيّ وظيفة تناسبه، ولكن عُرض عليه الرّسم في استوديو فقبل هذا العمل مع أنّ راتبه قليل جدّاً، وساعات الدوام كثيرة فيه؛ نظراً لكثرة الديون المتراكمة عليه، فبدأ الرّسم واكتشف موهبته، وتعرّف على رسّامين مشهورين، واستطاع أن ينجح في هذه المهنة، وقام برسم شخصيّاتٍ كرتونيّة للأطفال سمّاها السنافر؛ حيث إنّ هذه الشخصيّات أعجبت الكثيرين، وانتشرت في العالم بسرعة عام 1958، وتحوّلت من رسومٍ وهميّة على الورق إلى شخصيّاتٍ على المسارح والشاشات؛ كألعاب فيديو يشاهدها الأطفال في كل أنحاء المعمورة، وأصبحت تعرض على التلفاز كمسلسلاتٍ للأطفال.
كانت هذه فرصة له استطاع من خلالها أن يغيّر مسيرة حياته، فلو تمّ قبوله في وظيفة مساعد طبيب أسنان لما كنّا عرفنا السّنافر وقصصهم الرّائعة الّتي يتحاكى بها الكثيرون حتّى وقتنا الحالي. وتوفّي الرسام المبدع كوليفورد عام 1992 م
* محمد البنا - Mohammed Elbanna *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق