الاثنين، 26 أكتوبر 2009

حــوار مــع مجــهـول !


حـــوار مع مجهــول

المكان : شرفه أحد المنازل .
الزمان : الساعه الثالثه بعد منتصف الليل .

جلس خالد مهموماً واضعاً يده على خده تاره ينظر الى السماء بظلمتها الحالكه وتاره يطرق بصره الى الارض ، هو لا يعرف مالذى جعله يستيقظ فى هذه الساعه المتأخره من الليل ولكن كل ما يعرفه هو ان النوم قد طار من عينيه ليحل الارق والقلق ضيفان ثقيلان عليه فى هذه الساعه المتأخره وجلوسه وحيداً هكذا وهو مهموماً جعل العشرات من الافكار السلبيه والسوداويه تتدافع الى عقله كما تتدافع الذئاب نحو فريستها .
واثناء جلوسه هكذا على هذا الوضع دار هذا الحوار الغريب الذي كان له ابلغ الاثر فى تحويل مسار حياته .

خالد ( متحدثاً الى نفسه بصوت منخفض ) : لماذا انا ؟ لماذا انا من بين كل هؤلاء الناس ؟ لماذا انا وحدي من يقع فى كل هذه المشكلات ؟ ماذا فعلت فى دنياي لأنال نصيباً من العذاب فالمشاكل فى البيت وفى العمل وفى كل مكان تاره مع زوجتى وتاره مع الابناء وتاره فى العمل ؟ ما هذا الفقر الذي اصابني واوردنى الى طريق الديون والمهانه فى الحياه ؟ لماذا كل هذا ياربي ؟
فى هذه اللحظه يسمع خالد صوتاً من مكان خفي يحدثه ويرد عليه وكأن الصوت من الجان ، فى البدايه ظن انها زوجته او احد الابناء ولكن بعد التأكد ادرك ان هذا الصوت لشيئ لا يعرف ما هيته ، فى البدايه اصيب خالد بالذعر والخوف ولكن بعد فتره احس براحه غريبه تسري فى جسده وكأن هناك من يجبره على الجلوس والاستماع الى ذلك الصوت المجهول .

الصوت المجهول : بسم الله الرحمن الرحيم ( ومن اعرضَ عن ذكري فإنَ لهُ معيشهَ ضنكاَ ) صدق الله العظيم .

خالد ( وقد بدا عليه علامات التأمل والتفكر ) : صدقت والله .
وهنا بدأ خالد بتذكر مراحل حياته كلها وكأنها شريط سينمائي يمرامام عينيه وتذكر كم كان مقصراً فى حق الله سبحانه وتعالى وكم كان يهمل فى اداء الصلوات وكم كان هاجراً للقرآن الكريم وكان لا يصوم الا فى رمضان فقط وكم كان ينسى اداء الزكاه من مره الى اخرى وكم كان يعصي الله ويرتكب المحرمات بلا اى تفكير او تدبر وكم ... وكم .... .

خالد ( متحدثاً الى نفسه ) : كم كنت غبياً كل هذه السنوات لقد كنت اعمى عن الحقيق ان كل ما يصيبنى من مشكلات ومصائب انما هو بسبب البعد عن الله وامتناعى عن طاعته ، فكيف اكون فى ملك الله واطمع فى كرمه وانا اعصيه واغضبه منى ؟ يا ويلتى لقد ضاع عمري سدى وقد عرفت مصيري انه النار وبئس المصير .

الصوت المجهول : بسم الله الرحمن الرحيم ( فخلفَ من بعدهم خلفُ أضاعوا الصلاه واتبعوا الشهوات فسوفَ يلقونَ غيا * الا من تابَ وآمنَ وعملَ صالحاً فأولئك يدخلون الجنه ولا يظلمون شيئا ) صدق الله العظيم

خــالــد : هل يعني هذا ان الفرصه مازالت سانحه امامي واننى بأمكاني ان اصلح ما افسدته فى الزمان واننى اذا تبت فسوف يتقبلني الله ؟ ولكن كيف لقد اسرفت على نفسي فى الذنوب والمعاصي .
كيف يتقبلني الله ؟

الصوت المجهول : بسم الله الرحمن الرحيم ( قل يا عباديَ الذينَ اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمهِ الله ان الله يغفرُ الذنوبَ جميعاً انه هو الغفور الرحيم ) صدق الله العظيم

خالد ( يتحدث الى نفسه وقد بدت عليه مظاهر التأثر ) : كيف كل هذا العمر ولم اشعر بهذه الآيات الكريمه من القرآن الكريم وكأنى اسمعها لأول مره فى حياتي ، لقد عزمت على التوبه والرجوع الى الله ، ولكن ذنوبي كثيره فعمري الذي مر بي وانا اعصي الله كبيراً فحتى اذا تبت هل بأمكانى ان اعوض ما فاتني من سيئات ؟
هل استطيع ان افعل من الحسنات ما يفوق سيئاتي ؟ لا اعتقد هذا فمهما فعلت لن اجد الفرصه لتعويض ما فاتني فذنوبي كثيره .

الصوت المجهول ( وقد ازداد هدوءاً وثقه ) : بسم الله الرحمن الرحيم ( إلا من تابَ وآمن وعَمِلَ صَالَحاً فأولئكَ يُبَدلُ الله سيئاتهم حسنات وكانَ اللهُ غفوراً رحيماً ) صدق الله العظيم

خالد ( وقد بدت على وجهه امارات الدهشه ) : ما هــذا ؟ يا سبحان الله ، هل معنى هذا انى اذا اخلصت التوبه الى الله سبحانه وتعالى سوف يبدل الله سيئاتى حسنات ؟
رحمتك يارب كم انت كريم مع عبادك كم انت كريم .
لقد قررت ان اتوب إليك ياربي واحسن التوبه واتمنى ان تتقبلها منى يا ارحم الراحمين .

وبينما خالد يتحدث الى نفسه ودموع الندم والشوق لله تملئ عينيه اذا بصوت اذان الفجر يرتفع فى السماء معلناً بدء يوم جديد وفرصه جديده لكل انسان ، هنا و ذهب خالد الى صلاه الفجر فى المسجد معلناً بدء فتره جديده ومرحله جديده مع الله ممتلئه بالحب والود والعمل الصالح الى الله وهجر الذنوب والمعاصي الي الابد ، ولكنه كان يدور فى عقله ألف سؤال عن ماهيه هذا الصوت هل هو صوت خفي بعثه الله له ليوقظه من غفلته ؟ ام هو صوت من وحي خياله ؟ ام هو صوت ضميره الذي كان يعاتبه على كل ذنوب حياته ؟!

اخوانى فى الله بالرغم من ان هذه القصه القصيره وهذا الحوار من وحي خيالي ، الا انه يبقى سؤال هام وهو :
اذا كان ما يحُدِث خالد هو ضميره فهل مازالت ضمائرنا ايضاً حيه ام نحن اخرسناها بسبب ذنوبنا ومعاصينا ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ياابن آدم هذا زمان الصلح مـــا ابعدك
عن بـــاب من بالــــخير قــد عــودك



هناك 26 تعليقًا:

مرايتى يقول...

اعتقد اخى الكريم انه صوت ضميره الفطره الربانيه
قد يكون من وحى خيالك الا انه قد يحدث فقد سمعت من اخت مسيحيه من الله عليها بنعمة الاسلام قصتها التى قد تشبه قصتك مع اختلاف المواقف ولكن الله اراد بها خيرا فانار لها الطريق واجابها حين سالته انت الحق ام ما تعلمته وعرفته بالباطل هو الحق لانه يريد لها النجاه
كذلك الشخصيه فى قصتك وانا وانت والكثير قد يريه الله مواقف او يسمعه صوتا من داخله لينير قلبه وعقله ويجعله يفيق من الظلام الذى ساد حياته وقلبه ليشرح صدره لنور الحق
ولكن المشكله اننا قد نتاثر فى بعض المواقف ونعود للظلام بعد النور
اسال المولى عز وجل ان يستعملنا ولا يستبدلنا وان يرزقنا الثبات على الحق حتى الموت ويرزقنا واياك حسن الخاتمه

مي يقول...

جزاك الله كل خير
فعلا كتير اوى فاكرين خلاص ان العمر مر بهم وان باب التوبة اتقفل لا بالعكس ده ربنا كبيرررر اوى وبيغفر ويسامح
بس التوبة ياريت تكون نصوحة لا رجعة فيها ونخلص النية فيها
ويمكن رسالتك دى بتكون فجر جديد لانسان يقرا كلامك ده ويتأمل ويلاقى نفسه زى خالد
ماشاء الله عليك ربنا جعلك ومضات فى حياتنا
انا اشكرك جدااااااااااااااااااا
لانه فعلا ساعات الواحد بيتوه وبتاخده الحياة ومش بتكون فى فرصه للتأمل
بس ربنا يثبتنا على طاعته وعلى عبادته

تحياتى لموضوعك المتميز

------ يقول...

جزاكم الله خيرا

بجد بوست فى منتهى الروعة واسلوب حضرتك كمان جميل

ربنا يجعله فى ميزان حسناتك

بس حضرتك تعرف

وانا بقرأ حسيت انك يتكتب على لسانى لانى دار بينى وبين نفسى الحوار دا كنت مقصرة فى حاجات كتير
وكنت حاسة انى تايهه فى الحياه وقعدت ادعى ربنا
والله لقيت بعتلى رسالتين
من واحدة فى المسجد معانا كانت بتتكلم عن موضوع انا حسيت ان ربنا بيقولى اسمعى مش دا اللى كنتى بتدعينى علشانه
ورسالة من حد هنا فى المدونة كان كاتب بوست عن حاجة انا دعيت ربنا بيها
وحسيت ان ربنا بيقولى خلاص بقى تعالى انا وريتك الطريق
بس بدعى ربنا بالثبات والاخلاص

ومرة تانية جزاكم الله خيرا
لان مواضيع حضرتك كلها جميلة

بس كان عندى سؤال
هو انا لو حبيت اتكلم عن الايجابية بس بالمختصر المفيد فى ورق صغير زى مطوية كدا النقاط اللى اتكلم فيها ايه
او النظام والترتيب يكون اييه

وجزاكم الله خيرا

موناليزا يقول...

الضمير
يااااه
كلمة غالية اوى مابقناش نسمعها كتير
ياسلام بجد لو كل المذنبين والعصاه ضميرهم صحى

-0--
الحوار اجمل مافيه ذكر ايات قرانية قد يسمعها لاول مرة بهذا الاتقان والادراك فى المعنى
وفقكم الله دائما

غير معرف يقول...

باب التوبه دائما مفتوح
وكلت على الانسان ان يعزم النيه
بارك الله فيك
تقبل مرورى
حنين

بسنت صلاح الدين يقول...

جزاك الله كل خير و جعله فى ميزان حسناتك ،البوست اكتر من رائع و فعلا صحى فينا حاجات كتير ،و نبهنا من غفلتنا ،فعلا لا سعاده الا مع الله و تحت لوائه

(Joudy) يقول...

حقيقى جزاك الله كل الخير وحقيقى مين فينا الحوار ده مش دار جواه هو ضميرنا اللى عند معظمنا مش بيصحى إلا للحظات وبعد كده بفترة بيروح الأثر

ربنا يثبتنا يارب ويوفقنا لخير ما يرضاه ويتوفنا وهو راض عنا

دمت بكل الخير والسعادة

زهور الامل يقول...

أنه صوت ضميره الذي استيقظ فجأة بعد غفلة
وخير الخطائين التوابين

ان الله رحيم غفور يقبل التوبة عن عباده
رضينا بالله تعالى ربا وبالاسلام دينا وبسيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا

اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت
اعوذ بك من شر ما صنعت وابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت اللهم امين

تحياتي على القصة الرئعة دي وجزاك الله عنا كل خير

تحياتي

♥نبع الغرام♥♪≈ يقول...

بسم الله ماشاء الله
ربنا يجعل كل ما كتبت بميزان حسانتك
ويكرمك خير

ربنا يوفقك
مودتى
ايناس

طوبه فضه وطوبه دهب يقول...

عارف دا صوت ايه دا صوت ضميره واحساسه اللى ربناصحاه جواه عشان يفوق فى الوقت المناسب لان ربنا بيحب عبده ولسه فاتح له باب التوبه ولسه بيديلها فرصه انه يرجع عن طريق الضلال فياريت يفوق فى الوقت المنسب وياخد باله من الاشارات اللى ربنا بهديهاله لانه لسه حاسس ان جواه كويس تسلم ايدك واحساسك فحقا دائما ما تتناول موضوعات تفيدنا ربنا يجعله فى ميزان حسناتك اخى الكريم

MOHAMMED ELBANNA يقول...

سمسمة
جزاكي الله خيراً على الرد وعلى روايتك لقصة الاخت معتنقة الاسلام .
تقبل الله منا ومنكي صالح الاعمال والدعاء
شرفتيني
محمد البنا

MOHAMMED ELBANNA يقول...

مــي
اشكرك بشدة على ردك الطيب وزيارتك التى اسعدتني .
واتمنى ان تكون رسالتى هذه مؤثرة في كل من يقرأها ، اشكرك مرة أخرى على ذوقك .
نورتيني
محمد البنا

MOHAMMED ELBANNA يقول...

همسات على ضوء القمر
جزاكي الله خيراً على مرورك الطيب ودوام المتابعه .
والحمد لله انك وجدتني طريقك في الحياة وربنا يثبتك.
ــــــــــــــــــــــ
اما عن موضوع الايجابية فأنا أحييكي على اختيارك لهذا الموضوع الذي افتقدناه في حياتنا .
وبالنسبة للكلام عن الايجابية فمن المناسب ان تبدأي حديثك مع المستمعين بقصة عن الايجابية وكيف انها صفة محببة ومن الصفات الهامة في حياة الانسان .
ثم تعرفي معنى الايجابية والفرق بينها وبين السلبية .
ثم تستعيني ببعض الآيات التى تتحدث عن الايجابية مثل قولة سبحانة وتعالى(ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون )
وتذكري بعض المواقف في الحياة التى تتحدث عن الايجابية مثل ( الايجابية في الدعوة لله - الايجابية في المجتمع - الايجابية مع الزملاء ...)
وتذكري بعض القصص المأثورة عن الايجابية مثل( قصة هدهد سليمان وايجابيتة في الدعوة لله بالرغم من بساطة حجمة وقلة حيلتة - ايجابية نمله سليمان في انقاذ مجتمعها من الهلاك تحت اقدام جنود النبي سليمان - ....)
وتختمى كلامك بحديث أو كلمة مأثورة عن الايجابية وتحبيبها للنفوس وذم السلبية مثل ( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) حديث شريف
في الختام اتمنى ان اكون اجبتك على ما سألتى وان لم اوفق فأعذريني لأن موضوع التقديم وفن الالقاء هو موضوع طويل ولة أصولة ومبادئة ويجب ان يفرد لة موضوع كامل ودورة كاملة وليس فقط رد في تعليق .
واذا اردتى المزيد من الاستفسارات فأنا تحت أمرك فيما تريدين .
تقبلي تحياتي
محمد البنا
طريق النجاح

MOHAMMED ELBANNA يقول...

موناليزا
جزاكى الله خيراً على طيب ردك .
وفعلاً الضمير الان اصبح نادر الوجود .
تقبلي تحياتي
دمتى طيبة ولمدونتى زائرة
محمد البنا

MOHAMMED ELBANNA يقول...

حنين
فعلاً باب التوبة مفتوح .
اللهم تقبل توبتنا جميعاً .
دمتى طيبة ولمدونتى زائرة .
محمد البنا
طريق النجاح

MOHAMMED ELBANNA يقول...

بسنت صلاح الدين
(لا سعاده الا مع الله و تحت لوائه)
صدقتى وصدقت كلماتك نصيرة النساء.
اشكرك على ردك ودوام متابعتك .
تقبلي تحياتي
محمد البنا

MOHAMMED ELBANNA يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
MOHAMMED ELBANNA يقول...

joudy
ربنا يتقبل منا ومنك وجزيتى خيراً على المرور الذي دائماً ما يسعدنى .
شرفتيني .
محمد البنا

MOHAMMED ELBANNA يقول...

زهور الامل
اشكرك على مرورك وردك الطيب .
تقبل الله منا ومنك صالح الاعمال
تقبلي تحياتي
محمد البنا

MOHAMMED ELBANNA يقول...

ايناس
جزاكي الله خيراً على طيب ردك .
دمتى طيبة وبخير حال .
محمد البنا
طريق النجاح

MOHAMMED ELBANNA يقول...

طوبة فضة وطوبة دهب
فعلاً ده صوت ضميره .
جزاكي الله خيراً على ردك الطيب ودوام المتابعه .
سلمتى من كل شر ودمتى بخير حال .
نورتيني .
محمد البنا

------ يقول...

جزاكم الله خيرا مستر محمد

ولو وقف قدامى حاجة اكيد هقول لحضرتك

هيفاء عبده يقول...

يبقى الضمير هو مقياس تصرفاتنا
وهو المؤشر لها ...

تدوين هادف
بارك الله فيك

MOHAMMED ELBANNA يقول...

هيفاء
جزاكي الله خيراً على مرورك الطيب
محمد البنا
طريق النجاح

Unknown يقول...

جميل اوي الحوار الابتكاري ده .. احيانا بيحصل مع الواحد ..
وده ممكن يرجع للضمير .. كما قال فرويد
او للنفس اللوامة ..
رائع ان الواحد تكون نفسه لوامة
و الاروع انها تكون مطمئنة ..

دمت بخير

MOHAMMED ELBANNA يقول...

ذات النطاقين
جزاكي الله خيراً على تشريفك لموضوعي بالزياره .
دمتى طيبه ولمدونتى زائره .
محمد البنا
طريق النجاح