قَدْ أَفلَحَ مَنْ تَزَكَّى

بسم الله الذي لا تتم الفضائل إلا بعونه .... والذي لا تتم الصالحات الا بمشيئته

بسم الله الرحمن الرحيم ....

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حتى يرضى ربنا وبعد ما يرضى ربنا من أمر الدنيا والآخرة ....

الحمد لله ربِ العالمين .....

احبابي في الله .....

يقول الحق سبحانه وتعالى في محكم آياتة { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى }

فالفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة لمن يتزكى .... فما هي التزكية المقصودة في هذه الآية الكريمه والتى ذُكرت في كثيراً من المواضع الشريفه في القرآن الكريم ؟

أن التزكيه أخواني الكرام هي من أرفع المقامات في الاسلام ، وهي من اعلى المراتب التي يتقرب بها العبد لله عز وجل .

وذلك لأرتباطها بأعظم وأطهر ما خلق الله سبحانه وتعالى ألا وهي ...( الـــــروح )...

والله ِ أخواني الكرام انني حين اتذكر هذه الكلمه يقشعر بدني واقف اجلالاً لله سبحانه وتعالى .

{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً }

إن التزكية أحبابي الكرام لها من الاجر عند الله الكثير والكثير {جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى }

ان المقصود بالتزكيه هو : تطهير النفس من الاهواء والادران العالقه بها .

فالتزكية (كما يقول الغزالي) هي تكميل النفس الإنسانية بقمع أهوائها وإطلاق خصائصها العليا .

والتزكيه اخواني تقوم على مرحلتين متوازيتين وهما ( التخليه ) و ( التحليه )

تخلية النفس من الشرور والاهواء والادران والصفات السيئه مثل ( الشرك الاصغر - النفاق - الرياء - الكذب - الظلم - التكبر - .....)

ثم مع عمليه التخليه هذه تأتي عملية ( التحليه ) وهي بمعنى تجميل النفس بالصفات الطيبه لله عز وجل مثل ( التوحيد المطلق - العبادات القلبيه - الخشوع في عبادات الجوارح - الصدق - الرحمه - الحياء - العفاف - الذوق - الطيبه - الكلمه الطيبه - الثقه في الله - التوكل - اليقين - التواضع - الذل لله - ...........)

إن الانسان اذا زكى نفسه وسعى في خلاصها وجاهد نفسه سوف يساعده الله لتنقيه نفسه من كل ما يشوبها من ادران {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} .

ان التزكيه في نظري هي السمو بالنفس من هذه الدنيا الفانيه الي العلياء والي رحاب الله ، كالطائر المحلق عالياً فهو يكاد يقترب من السماء ويكاد بجناحيه يلامس الشمس ولا يرى الا كل جميل ولا يشعر بضيق ابداً فهوبرغم انتماءة للأرض إلا انه لا يجد راحته الا في السماء .

فهيا بنا احبابي لنرفرف بأجنحتنا تجاه السماء ... لنطير الي العلياء ..... الي الرحاب الاوسع والملكوت الاعلى ....

هيا بنا لنلتقي بالنفوس الطهارة .... لنبتعد قليلاً عن الادران والاعباء والانواء التى تحيط بنا ......

هيا بنا لنصبح من أهل الله ...... هيا بنا لنتزكى بأنفسنا ونسموا بها الي هناك .... حيث الراحة الابديه في رحاب الله .

{ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}

{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}

{ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا }

{وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى}

...............................

ياربِ

أوليتني نعمــاً أبوح بشكرهـــــا *** وكفيتنـي كل الأمــور بأسرها

فلأشكرنــك مـاحييت وإن أمـت *** فلتشكرنك أعظمي في قبرهـا

عبــدك / محمــد