الأحد، 4 أبريل 2010

قـــانــون العطـاء

الحمد لله رب العالمين
واشهد انه مالك يوم الدين الرحمن الرحيم لا على غيره نعتمد ولا بغيره نستعين .
في البدايه أود ان اعتذر عن انقطاعي الفتره السابقه وذلك لأنشغالي في بعض الانشطه التدريبيه في كثير من المجالات وايضاً بسبب انقطاع خدمه الانترنت عندي لفتره .
واود ان اشكر كل من شرفني بالسؤال وتفقد حالي في غيابي ، لهم منى كل الود والتقدير .
وبعد .،
نحن الان بصدد الكلام عن موضوع في غايه الاهميه والروعه وقد عشت معه طوال حياتي استمتع بتحقيقه وتحققه ، انه قانون كونى من قوانين الحياه التى اودعها الله كثيراً من اسراره وخباياه وعطاياه .
ان القوانين الكونيه كثيره ومتعدده ونذكرمنها على سبيل المثال لا الحصر ( قانون الوفره – الغنى – النيه – التوقع – الجذب – المسؤليه – السبب – التكوين ........ )
والكثير والكثير من هذه القوانين التى وضعها الله سبحانه وتعالى لتسيير حياه البشر ولتسهيلها عليهم .
وقد يود البعض تسميتها بسنن الكون أو السنن الكونيه أو القوانين الروحيه أو .....
لا يهم الاسم ولكن المهم هو انها تعمل سواء سميتها ام لم تسمها سواء فهمتها او لم تفهمها ، فهي تعمل مع الجميع وفي اي وقت .
ان حديثنا اليوم مع احدى اعظم هذه القوانين الكونيه وهو ( قانون العطـاء ) .
ان قانون العطاء ببساطه ودون تعقيد يقول ( كلما أعطيت دون أن تتوقع الحصول على مقابل كلما أصابك الخيركثير) .
وهذا القانون ليس ببعيد عن ديننا ، أو لم تسمعوا قول الله سبحانه وتعالى ( هل جزاء الاحسانِ إلا الاحسـان )

( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له )
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مانقص مال عبد من صدقه ) .
ان العطاء يا اخوانى هو من احد اسرار الغنى والتوفيق في الحياه ، فكل انسان يعطي يزداد غنى ووفره وكل انسان يقتر ويمسك يزداد فقراً وضيقاً .


وقبل ان اكمل معكم ماهيه هذا القانون اود ان اخبركم بقصه حدثت معي منذ ايام :


( منذ يومين وكنت احاضر في احد المراكز محاضره عن قوانين واسرار النجاح ، وقد ذكرت فيها قانون العطاء وماهيته وكيف يعمل ، وبعد الانتهاء من المحاضره كان لي صديق كنت على موعد معه ، وهذا الصديق كان يعمل مديراً للبيع بأحدى شركات التوكيلات التجاريه وعندما ذهبت لمقابلته حكى لي ان شركته تمر بأزمه ماليه كبيره وانها لا يعرف السبب ، وعندما طلبت منه شرح ظواهر الازمه ومظاهرها قال لي : ان الازمه بدأت منذ فتره وقد كان صاحب الشركه يذبح كل فتره عدد من الماشيه لتوزيعها على الفقراء وبعض العاملين في الشركه وعندما هبت هذه الازمه توقف صاحب العمل عن هذه الصدقه توفيراً للمصاريف وبعد ذلك ازدادت الازمه مره اخرى فقرر صاحب العمل التخفيض في اجور العاملين ولكن ازدادت الازمه مره اخرى مما ادى صاحب العمل الي الاستغناء عن بعض العاملين والموظفين توفيراً للمصروفات وهكذا دون تحسن في اى شيئ وضاعت من شركتنا الكثير والكثير من التوكيلات التجاريه ونحن الان على شفا الافلاس ...... )


انه قانون العطاء يا ساده انه من يمسك يمسك الله عليه ومن ينفق ينفق الله عليه ، فصاحب العمل المسكين قد توقف عن العطاء ظناً منه انه يوفر من المصروفات والتكلفه ولكنه كان مخطئاً واظنه لم يسمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما من يوم يصبح الا وفيه ملكان يقول الاول اللهم اعطي منفقاً خلفاً ويقول الثاني اللهم اعطي ممسكاً تلفاً )
والانفاق هنا ليس معناه التبذير ولا ان يبعثر الانسان امواله ولكنه الانفاق بتعقل وحب للعطاء وقد مدح الله عباده اصحاب صفه الاعتدال في الانفاق في أواخر سوره الفرقان بقوله ( والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما )
وقد اسماهم بعباد الرحمن .


ان قانون العطاء يا اخوانى من ينظر فيه سيجد العجب العجاب ، فكم من ممسك امسك الله عليه وكم من منفق انفق الله عليه ، والامرلا يختلف من شخص لأخر فأنظروا مثلاً الي شخص مثل ( بيل جيتس ) فبالرغم من عدم انتسابه لدين الاسلام والله اعلم بحاله ، الا انه يتبرع سنوياً بالملايين لأنقاذ المرضى والفقراء في الدول المنكوبه مثل ( الصومال – السودان ....... ) وبرغم انفاقه الشديد الا انه يزداد غنى على غنى ويتصدر قائمه اغنى اغنياء العالم .
والذي لا يصدق عليه بمطالعه قائمه تبرعات بيل جيتس لمرضى الايدز والسرطان في عامي 2008/ 2009 وليربط بينها وبين زياده غناه ونماء ماله .


ان الامر ببساطه هو انه من يعطي سيأخذ ومن يعطي يُعطى بغض النظر عن ظروفه او ممتلكاته ولكن القانون يعمل مع الجميع والله واسع الفضل .
وقد يتحجج البعض بعدم امتلاكه للمال للعطاء وانه لو امتلك لأعطى !!
واقول لكل من يفكر في هذا انه من قال ان العطاء بالمال فقط ، فقد يكون العطاء بالمال أو الوقت أو العلم أو المجهود أو ........
فالذي يعطي من وقته لزياره دار ايتام فهو بذلك يمارس العطاء والتي تعطى من وقتها لتعليم العلم دون مقابل فهي تمارس العطاء .
ولكن حتى يعمل قانون العطاء يجب ان يكون العطاء دون انتظار مقابل ، فالذي يتبرع بالمال حتى يتصدر اسمه قائمه اهل الخير هذا ليس من العطاء وحسابه على الله والتى تعلم القرآن مثلاً ليقال عليها من الابرار فهي لم تعطي دون مقابل ولكنها اخذت ما ارادت .


حتى يعمل قانون العطاء معكم يا اخوانى يجب ان تعطوا دون انتظار المقابل او المردود وكما يقول المثل ( اعمل الخير وارميه البحر ) اي افعل الخير وانساه تماماً دون انتظار لمردوده .
وقبل ان اختم معكم هذا القانون اود ان اطلعكم على بعض اسرار هذا القانون في النقاط التاليه :


1- من يشعر منكم بالضيق في الحياه فلينظر الي حاله مع العطاء والانفاق ، فالذي لا يعطي يرسل الله له رساله معناها انه يجب ان يعطي حتى يعطيه الله وهذه الرساله تكون في صوره الضيق والفقر التى يشعر بها ، وللأسف كلما ازداد الانسان ضيقاً يذهب بفكره الي الشح والتقتير والادخار دون انفاق ظناً منه انه بذلك يوفر .

2- ان الانسان عندما يعطي يرسل رساله الي الله ثم الكون وفيها يقول اننى استغنيت عن جزء مما احب لوجه الله وانا في حاجه لتعويض هذا الجزء ، فيرسل الله له ما يعوض ما انفقه بأضعاف مضاعفه ( الحسنه بعشره أمثالها ) (ولن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) .

3- ان الانسان الذي يتبرع بجز بسيط من ماله يرسل رساله الي عقله اللاواعي
( الباطن ) انه يشعر بالفائض والدليل على ذلك انه تبرع بما يفيض عن حاجته مما ينتج عنه ان عقله الباطن يشعره بالتحسن والراحه وعدم العجز .

4 – الانسان عندما يعطي دون مقابل فهو ينشر ثقافه العطاء في المجتمع وينشر الطاقه الايجابيه فيمن حوله وسترتد له مره اخرى ( قانون الارتداد ) .

5 – هناك ما يسمى بدائره العطاء ، فالانسان عندما يعطي ينشئ ما يسمى بدائره العطاء فالعطاء يولد عطاء والخير يولد الخير وكلما اعطى الانسان كلما كانت فرصته في الاخذ اكبر ويدخل ضمن دائره العطاء في الكون ، واذا انقطع عن العطاء فستنقطع الدائره ويتوقف العطاء عنه .

في الختام يا احبابي اعلموا ان العطاء هو من سنن واسرار الله في كونه واذا اردتم الاخذ فعليكم العطاء ويكفيكم انكم اذا قمتم بالعطاء فستصبحون قريبين من الله عز وجل وستدخلون ضمن دائره ( عباد الرحمن ) انفقوا يا احبابي مما تحبون من المال والوقت والعلم والجهد والحب والود والكلمه الطيبه
( ياايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي احدكم الموت )
انفقوا وستجدون الخير كل الخير من الله .
( لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبّون وما تنفقوا من شيء فإنّ الله به عليم )
( وما أنفقتم من شيء فإن الله يخلفه )
( وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون )


هناك 18 تعليقًا:

الزهرة البرية (Joudy) يقول...

أولا حمد لله على سلامتك وأتمنى لك التوفيق دوما

ثانيا البوست جميل بجد جزاك الله كل الخير عليه فعلا العطاء ده نعمة ربنا ادهالنا علشان نقدر نصلح من نفوسنا طبعا أقصد العطاء الخالص لوجه الله بيجلب سعادة فإنك تخليت عن حاجة مش بالضرورة مش محتاجها بس يمكن إحتياجك ليا يقل عن حد تانى هيستفاد أكتر وده فى حد ذاته شئ كويس فعلا

ربنا يجعله فى ميزان حسناتك إن شاء الله

دمت بكل الخير والسعادة

زهور الامل يقول...

جزاك الله عنا خير الثواب يا محمد

والله انا كنت لسة من كام يوم بتكلم مع امي في الموضوع ده وبقولها نفس الكلام
ان الانسان اللي بيعطي دون انتظار مقابل واللي بينفق في سبيل الله ربنا بيفتحها عليه من وسع ومن حيث لا يدري
وانا متفقة معاك جدا في كل كلامك

وبصراحة انت اتكلمت في الموضوع من كل جوانبه

جزاك الله خيرا

مي يقول...

حمد لله عالسلامة
ماشاء الله عليك
كل بوست له فكرة اروع كل مرة
بارك الله فيك
بوستاتك بقت ادمان ليا
جزاك الله كل خير
تحياتى لابداعك المعهود

موناليزا يقول...

عندك حق
وياريت تكمل سلسلة هذه القوانين
====
ملحوظة هامة: نحتاج رأيك هنا
http://rovygannah.blogspot.com/2010/04/blog-post.html

زهرة(جنى)الاسلام يقول...

السلام عليكم
جزاك الله خيرا بوست رائع ومهم للغاية

غير معرف يقول...

بارك الله فيك

MOHAMMED ELBANNA يقول...

joudy
الله يسلمك
جزيتي خيراً على زيارتك ودوام متابعتك وسؤالك عنى في غيابي .
اشكرك على ذوقك
دمتى طيبه ولمدونتى زائره
محمد البنا
طريق النجاح

MOHAMMED ELBANNA يقول...

زهور الامل
ربنا يبارك فيكي واشكرك على زيارتك ودوام المتابعه .
بارك الله فيكي
محمد البنا
طريق النجاح

MOHAMMED ELBANNA يقول...

مي
الله يسلمك
اشكرك على زيارتك وعلى دوام متابعتك .
والله انا ببقى سعيد بمرورك الطيب .
اشكرك على ذوقك وانا بتشرف بدوام متابعتك لي .
نورتيني
محمد البنا
طريق النجاح

MOHAMMED ELBANNA يقول...

موناليزا
جزيتي خيراً على مرورك
وان شاء الله اتابع معك على هذه المدونه الرائعه .
وبأذن الله سأمل هذه القوانين .
تقبلي تحياتي
محمد البنا

MOHAMMED ELBANNA يقول...

زهرة الاسلام
وعليكم السلام
اشكرك على مرورك واهتمامك
محمد البنا

MOHAMMED ELBANNA يقول...

حنين
بوركتى ، واشكرك على ذوقك
محمد البنا

مرايتى يقول...

ربنا يكرمك ويعزك يارب ويرفع قدرك

ماشاء الله موضوع جزاك الله خيرا عليه

الغاردينيا يقول...

بارك الله فيك

بوست ممتاز بجد

ولامس قلبي في الصميم

لك اعذب تحية ,

MOHAMMED ELBANNA يقول...

مرايتي
وجزانا واياكم كل خير .
اشكرك لمرورك الطيب والذي اسعدنى .
تقبلي تحياتي
محمد البنا
طريق النجاح

MOHAMMED ELBANNA يقول...

الغاردينيا
مرحباً بزيارتك الاولى واتمنى تتكرر
جزيتي خيراً على مرورك الطيب .
نورتيني .
محمد البنا

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرالجزاء احسنت b

غير معرف يقول...

مع الاسف المقالة فيها تضاد و مازالت تحث على فكرة العطاء بمقابل..هذه السطور تجعل المعطي ينتظر المكافأة....العطاء بدون مقابل لا يجعلك تتصدق من اجل زيادة المال انما لقناعتك بمساعدة المحتاج ف
قط