الاثنين، 23 مارس 2009

النجاح رحله !

بسم الله الرحمن الرحيم


اخوانى واخواتى فى الله قبل ان ندخل فى موضوعنا اود ان يطرح كلاً منكم على نفسه هذه الاسئله البسيطه :

- ما هو النجاح من وجهه نظري ؟

- هل امتلك فعلاً الرغبه والدوافع اللازمه لتحقيق هذا النجاح ؟

- ما هى امكانياتي وقدراتى التى امتلكها وستساعدني لبلوغ النجاح ؟

- هل انا بوضعي الحالي استحق فعلاً هذا النجاح ؟

- هل انا ممن يخطط ويسعى لهذا النجاح ام اعتمد على الحظ واستثمار الفرص ؟

- هل انا مستعد لبذل الجهد والتضحيات اللازمه لتحقيق هذا النجاح ؟


وبعد ان طرح كلاً منك هذه الاسئله على نفسه على كلاً منكم ان يبقي الاجابه بينه وبين نفسه وليستعد معي لهذه الرحله الجميله والشيقه فى البحث عن النجاح وما هى ماهيته ؟ وهل هو يعتمد على استراتيجيات معينه ام لا ؟ وهل للنجاح قوانين ام هو مجرد حظ ؟ والكثير و الكثير من هذه الاسئله التى تهدف فى المقام الاول الى توسيع وفتح آفاق العقل تجاه النجاح وسبله .


اخوانى فى الله ان من خلال تجاربي البسيطه وقراءاتى الكثيره فى مجال التنميه البشريه ادركت ان النجاح ليس صعباً ولا مستحيلاً ولكنه يتطلب مجهود وبعض التضحيات المناسبه للوصول أليه ، وتوصلت ايضاً الى ان النجاح ليس ضربه حظ ولا يأتى قبيل الصدفه ولكن هو كاللعبه التى لها قوانين وتدريبات وطرق من خلالها يستطيع اي فرد الوصول أليه وبلوغه .وبعد هذه المقدمه الطويله التى كان لابد منها لتوضيح بعض المفاهيم هيا بنا للننطلق فى رحله النجاح وفى قراءات لأكبر المدربين والمتخصصين فى هذا المجال.


اولاً ما هو النجاح ؟ :

ان التعريف التقليدي للنجاح هو ( ان النجاح يقوم على ثلاثه ركائز هى المال والنفوذ والشهره واى شخص يحقق انجاز فى اي من هذه الركائز فهو ناجح ) وهذا التعريف هو تعريف مجحف جداً وينقص من قدر كثيراً من الناجحين فى هذا الزمان وفى الزمن القديم ايضاً ، فقد يكون هناك شخص ناجح فى عمله وفى علاقاته الاجتماعيه والاسريه ولكنه ليس بغني ولا مشهور ولا يملك اى جاه ولا سلطان ولكنه فى النهايه حسن الخلق وحسن العمل ومحبوب من الاخرين و.... ، فكيف بنا ان نهمل هذا النموذج ونقول عليه انه ليس ناجحاً طبقاً لهذا التعريف التقليدي القديم .وحتى لا ندخل فى جدل غير مثمر اود ان اوضح لكم ان اغلب العلماء والمفكرين اتفقوا على انه ليس هناك تعريف اوحد للنجاح او تعريف افضل من تعريف ولكن كما قالت الدكتوره ( شيري كارتر سكوت ) فى كتاب ( اذا كان النجاح لعبه فهذه هى قوانينه ) ان كل شخص منا يحدد تعريف النجاح ومعاييره طبقاً لرؤيته وحياته هو وليس طبقاً لأي تعريف اخر ، وان كل شخص يعرف النجاح بطريقته الخاصه .

وانا ارى من وجهه نظري ان هذا الكلام هو كلام صحيح جداً ومنطقي فكل شخص يختلف تعريف النجاح عنده عن اى شخص آخر فلربما ارى انا ان النجاح بالنسبه لي ان هو ان احقق ما اريد ولكن يرى غيري ان النجاح هو تحقيق اى انجاز ملموس فقط وقد يرى طرف ثالث ان النجاح فى جمع المال والغنى وهكذا الى مالا نهايه فى كثير من وجهات النظر .

ولكن يبقى السؤال وهو كيف احدد مفهوم النجاح الخاص بي ؟

وللأجابه على هذا السؤال هيا بنا اخوانى الى هذا التمرين البسيط لأستكشاف مفهوم النجاح .

اكمل الجمل التاليه بكل مصداقيه وتلقائيه :

- الشخصيات الناجحه من وجهه نظري هي .....................

- اشعر بالنجاح عندما .................

- علامات النجاح عندي هي ....................

- اشعر اننى شخص ناجح عندما ......................

- اذا تحدث الناس عن نجاحاتى يوم وفاتي احب ان يقولوا....................

- اذا تم اختياري فى برنامج اذاعي لأتحدث عن نجاحاتى فسأقول عنها ..........

وبعد هذه الاسئله فأن الغرض الاساسي منها هو توضيح مفهوم النجاح بالنسبه لك حتى لا يلتبس عليك الامر وتتعدد المفاهيم فى عقلك مما يعوق من عمليه النجاح والتقدم .

تأكد من ان لك نظرتك الخاصه بالنجاح وتمسك بمنهـجــك .


ثانياً النجاح وطرقه :

هل النجاح يأتي من ضربات الحظ وعن طريق الصدفه ام ماذا ؟

اننى لا يمكن ان انكر ان هناك كثير من الفرص التى تلوح امام الانسان اون هناك كثيراً من الناجين وقد انصفهم الحظ وكان بجانبهم ولكن الحقيقه هى ان هذه النماذج انما هى نماذج قليله جداً بالنسبه للعدد الاكبر من الناجحين والمتفوقين ، واكبر دليل على ذلك هو ان كل الناجحين حتى الذين لعبت معهم الصدفه دوراً اساسياً ووقف الحظ بجانبهم الا انهم يعترفون وبكل صراحه انه لولا سعيهم ومحاولاتهم واستعدادهم ما كانوا سيستطيعون استغلال تلك الفرص حيث ان الصدفه لا تأتى الا للأنسان المستعد ، فكم من فرص ضاعت من ايدي اصحابها بسبب خوفهم وعدم استعدادهم لها وكم من اناس صنعوا حظهم واستطاعوا الاستفاده من انصاف الفرص للوصول الى النجاح وبلوغ اهدافهم .والخلاصه هى ان النجاح حتى وان كان يدعمه الحظ والصدفه الا انه يبقى الجانب الاكبر منه يقوم على الاجتهاد والسعي واغتنام هذه الفرص ، ويقول استاذنا الكبير الدكتور ( ابراهيم الفقي ) ان الفاشل دائماً ما يتحجج بكون الناجحين محظوظين ، اما الناجح فهو الذي يصنع حظه بنفسه ويستغل كل الفرص لتكون فى صالحه .فالنجاح يعتمد على طرق واستراتيجيات عديده وهى مجربه وقد ذكرها كثيراً من علماءنا ومدربينا الكبار فى كثيراً من الكتب والمقالات .


ثالثاً من استراتيجيات النجاح :

لو ذكرنا طرق النجاح لما وسعنا مئات بل آلاف من الصفحات وذلك لكثره الطرق واختلاف التفكير من شخص لأخر ومن مجتمع لأخر واختلاف المفاهيم والمعتقدات . ولكنى سأكتفى بذكر اهم مقومات واستراتيجيات وطرق النجاح التى جربها الكثيرين وحازت على قبول من اغلب الافراد والاطراف .


1- الرغبه فى النجاح ( الدوافع ) :

هل لديك رغبه فى النجاح ؟ وبالرغم من بساطه ومباشره السؤال الا انى لا اقصد بالرغبه هنا مجرد الرغبه بالقول فقط ولكنى ما اقصده هوالرغبه المشتعله التى تجعلك فى تفكير دائم واصرار على بلوغ هذا النجاح مهما تطلب منك الامر ، ولبلوغ هذه الحاله انصحك بكتابه دوافعك من النجاح على ورقه صغيره او كارت تبقيه معك او امام عينيك حتى تذكرك دائماً برغباتك وتبقي رغباتك مشتعله ومتحفزه للنجاح . وكما يقول العلماء ان الدوافع هى محرك السلوك الانساني .


2- الثقه بالنفس :

هل تثق بنفسك لتحقيق النجاح ؟ وهل تعتقد انك تستحق هذا النجاح ام لا ؟ان الثقه بالنفس من اهم خطوات تحقيق النجاح فلا نجاح بدون ثقه ، ولننظر معاً الى سيره احد الناجحين ( توماس اديسون ) اذا كان لا يثق بنجاحه لما استطاع ان يواصل تجاربه التى بلغت 999 تجربه غير صحيحه حتى وصل الى النجاح فى التجربه رقم 1000 واذا كان لا يثق فى نجاحه لتوقف عن المحاوله فى التجربه العاشره على الاكثر ولكنه استمر رغم تشكيك الاخرين فى نجاحه حتى وصل بكل ثقه الى النجاح الذي سطر اسمه فى كتب التاريخ ، واذا نظرنا الى نموذج آخر وهو الملاكم ( محمد علي كلاي ) الذي تحدى الجميع وتحدى ضعفه بكل ثقه للوصول الى العالميه ورغم انه ظهر فى وقت كانت العنصريه تملئ امريكا الا انه بالرغم من كونه اسود الا انه حارب العنصريه واستطاع ان يجذب قلوب الملايين أليه من البيض قبل السود واستطاع ان يفرض نفسه على الساحه وهو اسود اللون ومسلم الديانه فى وقت شديد العنصريه ولم يكن الاسلام منتشر فى امريكا مثل الان ، وعندما سألوه عن سبب نجاحه الساحق قال اننى قبل ان الأكم الخصوم كنت الاكم خوفي من الداخل . بدون الثقه اخوانى واخواتى لن يتمكن اياً منكم من تحقيق اي شيئ بل سيصبح طوال عمره اسير لأراء الناس فيه وحبيس لمخاوفه .


3- التخطيط الجيد :

هل تخطط لحياتك ؟ هل تكتب اهدافك ؟ هل تضع جدول زمني للوصول لأهدافك ؟اذا كانت الاجابه بلا فأعلم انك كمن يسير بلا اتجاه فى اي مكان ! كيف ان تصل اذا كنت لا تعرف اين تسير واى اتجاه ستتخذه وبأي وسيله والى اى شيئ ستصل ؟ تخيلوا معي اننا اردنا ان نقوم برحله وكانت تفاصيل الرحله كالأتى :مكان التجمع : غير محدد .وقت التجمع : غير معروف .مكان الرحله : اى مكان نصل اليه .وسيله الموصلات : غير معلومه .وقت الرحله : اى وقت .كيف بالله عليكم ان يشترك اي منكم فى رحله بهذه المواصفات ؟ ان هذا انما هو عبث ولهو وتضيع للوقت بلا اي نتيجه ، وهذه هى مجرد رحله فما بالكم برحله الحياه التى تستغرق العمر كله وسنسأل ايضاً على كل كبيره وصغيره قمنا بها فيا ، الا تستحق هذه الرحله ولو بعض التخطيط واعاده رسم الاهداف .فى دراسه قامت بها احد الجامعات الامريكيه اكتشفوا ان 3% فقط من الامريكان هم الذين يخططون واما الباقي فهم يسيرون فى خطط الاخرين دون ان يدروا . وفى عام 1970 قامت جامعه هارفارد الامريكيه بدراسه سألوا فيه 100 طالب عن خططهم فى المستقبل ، كانت المفاجأه ان 3% فقط هم من يمتلكون خططاً واضحه المعالم ويعرفون ماذا يريدون واما الباقي فهم لا يعرفون ماذا يريدون ولم يخططوا لمستقبلهم ، وبعد 20 سنه قامت الجامعه ببحث عن المائه طالب نفسهم فوجدت الثلاثه يملكون 90% من ممتلكات المئه كلهم . ان التخطيط هام جداً جداً وعلى قدر من الاهميه التى جعلت كثيراً من المدربين والمؤلفين يكتبون عنه مئات الكتب والمقالات . فليبدأ كلاً منكم بالتخطيط من الان وبصياغه اهدافه طويله الاجل وقصيره الاجل واعداد مخطط للوصول الى هذه الاهداف وان يراعي ان تكون الخطه مرنه حتى لا تفشل من البدايه ، ولمن يريد الاستزاده عليه ان يبحث ويقرأ عن كيفيه التخطيط والكتب فى هذا كثيره وكثيره ومواقع الانترنت مليئه بهذه العلوم المفيده .تذكر انه يجب ان تخطط حتى لا تكون فى خطط الاخرين .


4- اكتشف مواردك وامكانياتك :

ان اكتشافك لأمكانياتك وقدراتك من شأنه ان يوفر عليك عناء البحث وسنين من الضياع ، فلكي تنجح يجب ان تكون على علم بمواهبك ومواردك التى سوف تساعدك على النجاح وتحقيق اهدافك فمثلاً هناك من عنده مال وهناك من رزقه الله علاقات عامه متعدده وهناك من وهبه الله ذكاء وسرعه بديهه وهناك ....... وهناك ...... ابدأ من الان فى احضار ورقه واكتب فيها كل مواردك وامكانياتك التى وهبك الله اياها .


5- الفعل :

بعد كل الخطوات السابقه بقى لك ان تتخذ خطوات ايجابيه لتحقيق النجاح ولتبدأ فى العمل دون تأجيل او تسويف لأن كل هذه الخطوات بدون الفعل ليس لها اي معنى فكأنك شخص تعلم كل شيئ عن قياده السيارات وعن اشارات المرور واشترى سياره الا انه لم يقوم بالقياده فهل سيصل الى هدفه ومبتغاه ؟ ، وكما قال سقراط (أمر الالآم عند الناس ان يكون عندهم معرفه غزيره ولكنهم لا يتصرفون ) فالفعل هو الذي يميز الناجحين عن غيرهم اما من يحلم فقط بدون فعل فهو كما قال بنيامين فرانكلين ( من عاش على الامل مات صائماً ) .لا تؤجل عمل اليوم الى الغد فقد لا يأتي غداً .


6- قوه التوقع :

هل تتوقع الخير من الله ؟ هل تتوقع الخير من الاخرين ؟ هل تتوقع بنجاحك ؟ان التوقع من الخطوات الهامه فى تحقيق النجاح فأي انسان ناجح ستجد انه كان يتوقع هذا النجاح وكما نقول ان العقل كالمغناطيس يجذب اليه ما يفكر فيه فأذا فكرت فى النجاح فستجذب النجاح واذا فكرت فى الفشل والصعوبات فلت تجلب لك الا هذا . وكما قال الله فى الحديث القدسي ( انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء ) ، وكما قال الامام ابن القيم ( ان الله لا يضيع عمل عامل ولا يخيب أمل آمل ) . يجب ان يكون توقعك ايجابي ومتفائل بخصوص مستقبلك ونجاحك والا تتوقع الفشل او الخساره . وكما قال دنيس واتلي فى كتابه بهجه العمل ( التوقعات السلبيه ينتج عنها حظ سيئ ) وهناك حكمه تقول ( نحن نتسبب فى تكوين وتراكم حاجز الاتربه ثم نشكو من عدم القدره على الرؤيه ) فهيا اخوانى من اليوم فليتوقع كلاً منا الخير من الله ثم الاخرين ثم الحياه كلها ولنبتعد عن التفكير السلبي والمتشائم والذي لا يجذب الا كل حظ سيئ .


7- الالتزام والاصرار :

ان الاصرار على الشيئ هو ما يساعد على تحقيقه اما عدم الالتزام والارتكان الى الضعف فأنه يؤدي الى ضياع الاحلام والاهداف ، وحتى نفرق بين الثقه فى النفس والاصرار نقول ان الثقه بالنفس هى الوثوق فى قدراتى الشخصيه واننى استطيع تحقيق الانجاز اما الاصرار فهو الالتزام بمتابعه العمل لتحقيق الحلم والنجاح المنشود . هناك مثل قديم يقول ( الناجحون لا يتراجعون والمتراجعون لا ينجحون ) وكما قال زيج زيجلارد ( يفشل الناس احيانا وليس ذلك بسبب نقص القدرات ولكن بسبب النقص فى الالتزام ) .


8- الصبر وانتظار النتائج :

عليك ان تتأكد انك اذا ألتزمت بخطوات واضحه وثابته فسوف تصل بالتأكيد على الطريق وحتى ان جنحت بك سياره التقدم عليك ان تعيدها بالصبر والاصرار والا تفقد الامل ابداً ، وقال بلانتوس عن الصبر ( الصبر هو افضل علاج لأي مشكله ) .ان الصبر هو من صفات المؤمنين ومن صفات الانبياء والمقربين من الله وكما قال الله سبحانه وتعالى ( وبشر الصابرين ) انها بشرى من الله لكل صابر بالرضا فى الدنيا والاخره ، ومن اجمل ما قاله الناس فى الصبر هو قول توماس اديسون ( كثير من حالات الفشل فى الحياه كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما اقدموا على الاستسلام )اعلم اخى واعلمى اختى انه لا نجاح بلا تحديات ولا نجاح بلا صبر فليعمل كلاً منا على مواجهه تحدياته ومخاوفه بنفس متفائله وصبوره وقادره على العبور بسلام والوصول الى النجاح المنشود .فى النهايه اخوانى واخواتى فى الله ارجوا ان اكون ساهمت ولو بالقليل فى ايضاح معنى النجاح وكيفيه الوصول أليه عن طريق طرق بسيطه ومجربه ، واود ان انبهكم على ان هذه الطرق ليست الوحيده بل هناك الكثير والكثير وعلى كلاً منا ان يبحث ويبحث عن مقومات النجاح حتى يصل أليه ويشعر بالرضا والسعاده والانجاز ولا تنسوا فى اثناء مسيرتكم ان... .. النجـــاح رحــــلــه .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات: